നബി സ്വല്ലള്ളാഹു അലൈഹി വസല്ലമക്ക് സിഹ്റ് ബാധിച്ചു എന്ന ഹദീസ് ഖുർആനിനു എതിരാണെന്ന് മുജാഹിദ് മടവൂർ ഹദീസ് സമ്മേളനത്തിൽ ഒരു "വലിയ" നേതാവ് !! ആ വാദം തികച്ചും നിരർത്ഥകമെന്നു ശൈഖ് നാസിറുദ്ദീൻ അൽബാനി ! അപ്പോൾ മടവൂർ മുജാഹിദുകൾ ആരായി പിന്നെയും? *- سائــــل: هنــــاك مــــن يذكـــــرون حديــــث سُحِــــرَ النبـــي صلـــــى الله عليـــــه وسلــــم، وينكـــــرون هـــذا، ويستدلــــون بقـــــول الله تعالــــى: {وَاللّهُ يَعْصِمُــكَ مِـــنَ النَّـــاسِ} (67) ســـورة المائــــدة]. نريــــد تفسيــــر هـــــذا؟ *- الشيــــخ الألبانــــي رحــــمه الله تعالـــى: هــــذا استــــدلالٌ واهٍ جــــداً، وهــــو استــــدلال بالمتشابـــــه مـــن المعانــــي، فقولـــه تبــــارك وتعالــــى: {وَاللّهُ يَعْصِمُـــكَ مِــنَ النَّـــاسِ} (67) ســورة المائـــدة]، حــــقٌّ, وصــــدقٌ يــجب الإيــــمان بـــه كسائـــر آيــــات الله، ولكــــن الإيـــمان لا يكمُــلُ إلاَّ إذا فُسِّـــر القـــرآن تفسيــــراً صحيحــــاً مـــجرداً عــــن الأهــــواء والأغـــــراض، والتعصـــــب المذهبـــــي. أولاً هـــذه الآيـــة نزلـــت حينمـــا كـــان النبـــي صلّــى الله عليـــه وسلّـــم يقـــوم علـــى حراستـــه بعـــض أصحابـــه ولـــو كـــان فـــي المعركـــة، فأنــــزل الله عـــز وجـــل عليـــه هـــذه الآيـــة، وهـــو فـــي كــــوخٍ صغيـــر متواضـــع، وبـجانبـــه أحـــد أصحابـــه عليــــه الســــلام، ولعلـــه سعـــد بـــن أبـــي وقــاص رضـــي الله عنـــه، إن لـــم تــخنِّي ذاكرتــــي، فلمــــا نزلـــت هــذه الآيـــة صَرَفَـــهُ وتَلاَهــــا عليــــه {وَاللّهُ يَعْصِمُـــكَ مِــنَ النَّـــاسِ}، أي الله يعصمـــه مـــن النـــاس فــــي أن يقتلـــوه قبـــلَ أن يتمكــــن مِـــن أن يقُـــوم بواجـــب التبليــــغ بدعــــوة ربِّـــه، لذلــــك تقــــول السيــــدة عائشـــة رضـــي الله عنهــــا فـــي مـــا أخرجــــه البخــــاري ومسلــــم فـــي صحيحيهمــا مـــن طريـــق مسعــــود مـــن كبــــار التابعيــــن الــــذي كـــان أصلـــه عبــــداً ثـــمّ أُعتــــق وصــــار مــــن كبــــار علمــــاء التابعيــــن رحــــمه الله، ومــــن طريــــق مســــروق هــــذا أخــــرج الشيخــــان أنــــه قــــال لعائشــــة: ((هـــل رأى مــحمد ربـــّه؟ فقالــــت: لقــــد قَـــفّ شعــــري مـــما قلــــتَ، قــــال: يــــا أم المؤمنيــــن أليــــس يقــــول ربُّ العالمـــين {وَلَقَــدْ رَآهُ نَزْلَـــــةً أُخْــــرَى(13)عِنــــدَ سِـــدْرَةِ الْمُنْتَهَـــى(14) سورة النجم). قالـــت رضــــي الله عنهـــا: أنــــا أعلـــم النــــاس بذلـــك سـمعتُ رســــولَ الله صلــــى الله عليــــه وسلّـــم يقـــول: ((رأيـــتُ جبريــــلَ فـــي صورتــــه التـــي خُلــــق فيهــــا مرتيــــن ولـــه ســـتُّ مائــــة جنـــــاح، وقـــد ســـدَّ الأُفُـــق)). جبريـــل رآه الرســــول عليــــه الصــــلاة والســـلام مرتيـــن، وليـــس ربّ العالـميـــن، حيـــثُ يَهِــــمُ بعــــضُ النــــاس فيُرجعـــون الضّميــــر إلـــى ربِّ العالــمين، فالسيــــدة عائشـــة تقـــول: ((أنــــا أعلــــم النــــاس بذلــــك))، لأنـــها سألـــت الرســــول عليــــه الصــــلاة والســــلام، فأجابــــها بأنــــه لــم يــــرى ربَّــــه، وإنّمــــا رأى جبريــــل عليــــه الســـلام مرتيــــن فــــي صورتــــه الطبيعيــــة التــــي خلقــــه الله عليهـــا، وهــــو لعظمتــــه قـــد ســدّ الأفـــق. ثـــم تابعــــتْ السيـــــدة عائشــــة كلامهـــا مُعلّمــــة للمسلميـــن، لأنـــها مـــن أُمّهــــات المؤمنيــــن، قالـــت: ((ثـــلاثٌ مَــــن حدّثكــــم بـــهنَّ فقــــد أَعْظــــم علـــى الله الفِريـــَة: - مــــن حدّثكــــم أنّ مـــحمداً صلّـــى الله عليــــه وسلّــم رأَى ربَّـــه فقــــد أعظَــــم علــــى الله الفِريــــة، ثـــمّ تلَـــت قولـــه تبـــارك وتعالــــى: {وَمَـــا كَـــانَ لِبَشَــــرٍ أَن يُكَلِّمَــــهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًــــا أَوْ مِــــن وَرَاء حِجَـــابٍ أَوْ يُرْسِــــلَ رَسُـــولًا}(51) سورة الشورى]. - ومــــن حدّثكــــم أن ّمـــحمداً صلّـــى الله عليــــه وسلّـــم كـــانَ يَعلــــمُ مـــا فــــي غــــدٍ فقــــد أعظَــــم علـــى الله الفِريــــة، ثـــمّ تلَــــت قولـــــه تعالـــــى: {قُـــل لَّا يَعْلَـــمُ مَــــن فِــــي السَّمَــــاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْــــبَ إِلَّا اللَّهُ}(65) سورة النمل]. - والثالثـــة والآخـــرة: وهنـــا الشاهـــــد قـــال: مــــن حدّثكــــم أنّ مـحمداً صلّـــى الله عليــــه وسلّــــم كَتَــــم شيئـــاً أُمِــــرَ بتبلِيغِــــه فقــــد أعْظَــــم علـــــى الله الفِريــــة، ثــمّ تلَــــت قولـــــه تعالــــى: {يَـــا أَيُّهَــــا الرَّسُــــولُ بَلِّــــغْ مَـــا أُنـــــزِلَ إِلَيْــــكَ مِــــن رَّبِّــــكَ وَإِن لَّــــمْ تَفْعَـــلْ فَمَـــا بَلَّغْــــتَ رِسَالَتَـــهُ وَاللّهُ يَعْصِمُـــكَ مِـــنَ النَّـــاسِ}(67) سورة المائدة]))، أي يحولــــوا بينَــــك وبيـــن تبليغــــك لرسالـــة ربِّـــك. هـــذا هـــو معنـــى الحديــــث، فليـــس لـــه علاقــــة بتسلــــط بعــــض المشركيـــــن الأشــــرار علـــى النّبـــيّ صلّــى الله عليـــــه وسلّـــم بشــــيء مــــن الإيــــذاء، كيــــف ومِــــن الثّابــــت فــــي السيــــرة النبويــــة أنّ النبــيّ صلّـــى الله عليــــه وسلّــــم قـــد أُوذي، وشُــــجَّ فـــي وجهـــه فـــي بعــــض الغـــــزوات، وكُســـرت رُباعيتــــه، فهــــل هـــذا ينافـــــي قولــــه تعالــــى: {وَاللّهُ يَعْصِمُـــكَ مِـــنَ النَّــاسِ}؟ الــجواب: لا ، لأن الآيـــة فـــي معناهـــــا الصحيــــح فــي وادٍ، ودعـــوَى أولئـــــك النّــــاس فــــي وادٍ آخــــر. ثـــم هــــم يُبطلــــون بــهذا الفهــــم الخاطــــئ حديثــــاً صحيحــــاً متفــــق عليــــه بيــــن الشيخيـــــن أولاً، البخـــاري ومسلـــــم، ثـــمّ هـــو مـــما تلقّتْــــه الأمــــة بالقَبــــول، وقـــد جــــاء لــه مـــا أنَّ إسنــــاده فيــــه غايــــة الصحـــة لأن لـــه طُرُقــــاً كثيــــرة تـــدُورُ كلهــــا علـــى هشــــام بـــن عُــــروة عــــن أبيــــه عُــــروة عــــن عائشــــة، هـــذا السنــــد معــــروف الصحــــة جـــداً جـــداً، عُـــروة هـــو ابــــن أســـماء أُخــــت عائشـــــة، وهشــــام هــــو ابــــن عُـــــروة، الابــــن يــــروي عــــن أبيــــه، وأبـــوه يــــروي عــــن خالتــــه عائشــــة. هـــذه القصــــة فأبعــــد مـــا يكــــون مـــن حيـــث الروايـــة أن تكــــون هــــذه القصــــة غيـــر صحيحــــة، لكـــن أهــــل الأهــــواء هــــم فــــي الحقيقــــة، والشاهــــد الآن قائــــمٌ مِمّــــن عرفتــــم قِصّتــــه وهــــو الشيــــخ الغَزَّالـــي المصـــري، أنّ هــــؤلاء لا يُقيمـــــون وزْنــــاً لـجـُهُود علمـــاء الحديــــث الـمُتكاثفــــة الـمتعاونــــة طيلــــة هــــذه القــــرون الطويلــــة بالعنايـــــة بـحفـــظ السُّنّــــة أن يَدخُـــل فيهــــا مـــا ليــــس منهــــا، فهُــــم خرجــــوا عــــن طريـــق المسلميـــــن، لا فــــرق بيــــن فريــــق أهــــل الحديــــث، وفريــــق أهــــل التفسيــــر، وفريــــق أهــــل الفقـــه، فقــــد خالفوهــــم جـــميعاً، لأنّ هــــذا الحديــــث قـــد رواه الشيخـــــان كمــــا علمتــــم فـــي صحيحيهمــــا، ثـــمّ تلقَّتْــــه علمـــــاء الأمّــــة فـــــي جـــميع اختصاصهـــم، مِــــن مفسريـــــن, وفُقهــــاء ونـــحو ذلــــك تلقّـــوْه بالقبُــــول، فجــــاء بعضهـــــم، وإن كــــان هــــذا وأمثالـــــه سُبِــــق إلــــى مِثــــل هــــذا الانـــحراف، فخالفـــوا بذلــــك سبيـــــل المؤمنيــــن، فيَخْشـــى أن يشْملَهــــم وعِيـــــد قولِـــه ربِّ العالـــمين: {وَمَـــن يُشَاقِــــقِ الرَّسُـــولَ مِـــن بَعْــــدِ مَــــا تَبَيَّـــنَ لَــــهُ الْهُــــدَى وَيَتَّبِــــعْ غَيْــــرَ سَبِيــــلِ الْمُؤْمِنِيــــنَ نُوَلِّــــهِ مَــــا تَوَلَّــــى وَنُصْلِــــهِ جَهَنَّـــمَ وَسَـــــاءتْ مَصِيــــرًا} (115) سورة النساء]، لذلــــك يقــــول علمـــاء التفسيــــر وفـــي مقدمتهــــم شيــــخ الإســــلام ابــــن تيميــــة رحــــمه الله: ((إذا كــــان هنــــاك آية وفـــي تفسيرهــــا قــــولان، فــــلا يـــجوز لـــمن جــــاء فــــي آخـــر الزمــــان أنْ يأتــــي بقــــول ثالــــث))، لأن هــــذا القـــول الثالــــث يكــــون بدعــــة فــــي الديــــن، ويكـــون مخالفــــاً لسبيــــل المؤمنيــــن، فقـــد فرضنـــا أن فــــي آيـــة مـــا، قوليــــن، فمِــــن أيــــن جــــاء هــــذا الإنســــان بقـــــول ثالــــث؟ ولـــو سُلِّـــم بفتـــح هــــذا البــــاب، لأصــــاب ديـــنَ الإســـلام مــــا أصــــابَ ديــــن اليهــــود، والنصــــارى مِـــن تَلاعــــب بنصــــوص كتابـــــهم. كذلـــــك نقــــول نـــحن: إذا جــــاء الحديــــث وقـــد تلقّتـــه الأمــــة بالقبـــــول بــــدون خــــلاف بينهــــم كأهــــل الاختصــــاص فــــي هــــذا العلــــم، فـــلا يـــجوز لأحــــدٍ أن يأتـــــي مــــن بَعدهــــم ليخالفهــــم، فيقــــول: هــــذا الحديــــث ضعيــــف، لأنــــه فـــي ذلـــك يكــــون قـــد خالــــف سبيــــل المؤمنيــــن. المؤمنــــون اتفقــــوا علــــى أحاديــــث، واختلفــــوا فـــي بعضهـــا، فمـــا كـــان القســــم الأول فــــلا يـــجوز المخالفــــة، بــــل المخالفــــة خـــروج عــــن سبيــــل المؤمنيـــن. إذا عُــــرِف هـــذا، فـــلا سبيـــل لإنكــــار حديــــث سحْـــر النبـــيّ صلّـــى الله عليــــه وسلّــــم بـــمثل ذلـــك الاستــــدلال الـــوَاه بتسليــــط آيــــة {وَاللّهُ يَعْصِمُـــكَ مِـــنَ النَّـــاسِ} علـــى أن معنـــى أنّ أحــــداً مِـــن البشــــر لا يستطيــــع أن يُــــؤذي النبــيّ صلّـــى الله عليــــه وسلّـــم إيــــذاء بَدنيًّــــا مادّيــــاً، لأن ذلــــك أولاً: معنــــاه تَخطِئــــة الأمّــــة فـــي تلقِّيهـــم لــهذا الحديــــث بالقبــــول. وثانيــــاً: سيلــــزَم مِـــن ذلـــك ردّ أحاديــــث كثيـــرة أشرنـــا إلــــى بعضهــــا آنفــــاً، كشــــجِّ وجْــــه النبـــيّ صلّـــى الله عليــــه وسلّــــم، وكسْــــر رُباعيتــــه أيضــــاً هــــذا صحيـــح، فهــــل يُــــرَدُّ مثـــل: {وَاللّهُ يَعْصِمُـــكَ مــِنَ النَّـــاسِ}؟ الجـــواب: لا، رســــول الله صلّـــى الله عليــــه وسلّــم فيمـــا يتعلّـــق بطبيعيَّتــــه البشريــــة فهــــو كالبشـــر تـــماماً، وذلـــك هــــو صريــــح القــــرآن الكريــــم: {قُـــلْ إِنَّمَـــا أَنَـــا بَشَــرٌ مِّثْلُكُــــمْ}سورة الكهف/110-وسورة فصلت/6]، فقــــط هــــذا؟ لا، إنّمــــا مُيِّــــز بقولــــه تعالــــى حكايــــة عـــن قولــــه هـــو: {يُوحَـــى إِلَـــيَّ أَنَّمَـــا إِلَهُكُـــمْ إِلَـــهٌ وَاحِـــدٌ}[الكهف/فصلت]، إلــــى آخـــر الآيــــة، ففيمـــا يتعلـــق بـــه عليـــه الســــلام بصفــــة كونــــه بشــــراً هـــو كسائـــر البشــــر، أي يـــمرض، يفــــرح، يـــحزن، يضحــــك، يبتســــم، يبكــــي إلــــى آخــــره، ولذلــــك ذكــــر الإمـــام الذهبــــي رحــــمه الله فــــي ترجــــمة بعــــض الـــرُّوّاة حينمــــا روي أنّ النّبـــيّ صلّــــى الله عليــــه وآلــــه وسلّــم حينمــــا مــــات تَغَيَّــــرَ بعـــدَ موْتــــِه بدنُـــه" ، أنكَــر ذلــــك فـــي الروايــــة بعضهــــم مِـــن الناحيـــة العقليـــة، قـــال: هـــذا لا يليـــق نِسبتــــه إلــــى النّبـــيّ صلّــى الله عليــــه وسلّـــم، فـــردَّ الذهبـــيُّ عليــــه أنَّ هــــذه الروايـــة إنْ صحَّــــتْ، فمـــا فيهــــا شـــيء يُنافــــي عِصمتــــه عليـــه الصــــلاة والســــلام ومنـــزلته عنــــد ربِّـــه تبــــارك وتعالــــى لأنــــه بشــــر، لا يـــجري عليــــه كــــلُّ أحكــــام البشــــر، مــــن ذلــــك أنَّ اليهــــودي سَحَـــرَهُ، هـــذا السِّحــــر هنــــا ينبغــــي أنْ نقِــــف قليـــــلاً، سِحـــرٌ يتوهّــــم كثيــــرون أنّــــه أثَّــــرَ فيــــه عليــــه الســــلام ليــــس فيمــــا يتعلـــــق فقـــط فـــي بشريَّتِــــه، وإنّمــــا أيضــــاً فــــي مــــا يتعلـــــق بنُبوَّتِــــه, ورِسالتِـــه. نقـــول: حـــاشَ، ليــــس فـــي الحديـــث مـــا يـــدُلُّ علـــى ذلــــك، كـــل مــا فـــي الحديـــث إنـــما هـــو فـــي روايـــة: ((أنـــه سُحـــر حتـــى كـــان يظُـــنُّ أنّـــه يأتـــي الشـــيء ولا يأتيـــه))، فتشبَّـــثَ بــهذه الروايـــة بعـــضُ ذوي الأهـــواء الذيـــن يـــحلُو لـــهم الخـــروج عـــن جـــماعة المسلميــن بأشيــــاء يتوهـــمون أنـــهم يظهـــرون أمــام النــاس بأنـــهم مـــِن المُحققيــــن، وأنّهــــم سبَقُــــوا النّـــاس أجــمعين إلــى فِكــــرة ما خَطـــرَتْ لــهم فـــي بـــال، فيقولـــون هـــذا ينافـــي عصمتَــــه عليــــه الصــــلاة والســـلام مـــن ناحيـــة التبليــــغ، ويبنــــون علــــى ذلـــك كمــــا يقـــال: علاليـــة وقصـــــوراً فنقــــول: ليــــس فـــي هــــذه الجملــــة المتعلقـــة بـــهذا الحديــــث يأتــــي الشـــيء ولا يأتيـــه، لأن المقصـــود بـــه أنّ النبــيَّ صلّـــى الله عليــــه وسلّـــم أثَّـــرَ فيـــه السِّحـــر فـــي بَدَنــه بــحيث كــــان يُريـــد أن يأتـــيَ زوجتَـــه كمـــا يأتـــي الرجـــل أهلــــه فــــلا يـــجد فيــــه قــــوة، هــــذا يُسمّـــى فــــي بعـــض البــــلاد العربيــــة مربـــوط، يعنـــي إنْهـــَارَت قـــوة الرســــول عليــــه الصــــلاة والســــلام، وهـــو بــــلا شــــك كــــان أقــــوى الرجـــال، والدليـــل علـــى ذلــــك أولاً: مصارعتَـــهُ لرُكَانَـــة فـــي الــمرّة الأولــى، والثانيــــة، والثالثــــة، مــــا جـــاء فـــي صحيــح البخـــاري بــهذه المناسبــــة عـــن أنـــس بـــن مالــــك رضـــي الله عنـــه أنّـــه قـــال: ((كنّـــا نتحـــدث بـــأنَّ النبـــيَّ صلّــى الله عليـــه وسلّــــم أُوتـــِيَ قُـــوّة ثلاثيــــن رجــــلاً)). هـــذا الرجــــل المصطفــــى القـــوي أثَّـــر فيـــه السّحـــر، فكـــان يريـــد أن يأتــــي أهلــــه فهـــو مربـــوط لا يستطيـــع أن يأتــــي أهلَــــه. هـــذا كــــلُّ مـــا وقــــع للرســــول عليــــه الصــــلاة والســـلام، فهــــو تأثيــــرٌ بدَنِــــيّ، وليـــس تأثِيـــراً عقليـــاً بحيـــث أنّـــه يتصــــور الشــــيء علــــى غيــــر حقيقتـــه. ولذلــــك قلــــتُ: مــــرّة لبعـــض بنـــي بلـــدي هنـــاك فــي دِمشــــق، حينمــــا تعـــرض لإنكــــار هـــذا الحديــــث علـــى المِنبــــر، رددتُ عليــــه بنحـــو هـــذا الــــذي تسمعونــــه منِّـــي الآن، وكنــــت قلــــتُ لـــه مـــا فيـــه علـــمٌ زائـــد ودفــــعٌ للشُّبهــــة مِـــن أصلِهــــا، هـــم يقولــــون أنّ النبـــيَّ صلّـــى الله عليــــه وآلـــه وسلّـــم إذا قِيـــلَ سُحِـــر فتحنــــا بابــاً للكفــــار مِـــن التشكيــــك بالإســــلام، لأننـــا إذا قلنـــا سُحـــِر، يقــــول الكافــــر: طيّـــب ومـــا يدريـــكُم أنّ هـــذا المسحــــور ادَّعـــى فـــي حـــال كونـــه مسحــــوراً إنّ الله عـــز وجـــل أوحـــى إليــــه بآيــــة كـــذا، وآيــــة كـــذا، وحكـــم كـــذا، وحكــــم كـــذا، وأنتـــم تظنّـــون أنّ هـــذا مـــن وحــــي السمــــاء وهـــو مسحـــور؟ فكـــان مِـــن جوابــــي عليـــه: مـــا تقُــولُ فـــي النّبـــيّ عليـــه الصـــلاة والســــلام أهُـــو بشـــرٌ، أم غيــر بشـــر؟ طبعـــاً, لا يَسِعُـــهُ أن يقـــول إلاَّ، أنّـــه بشـــر قلنـــا: هـــذه واحــــدة الثانيـــة: أليــــس يــجوز فـــي البشـــر كبشـــر أن يكذبــوا؟ قـــال: نعــم قلـــتُ: إذًا، الشُّبهـــة التـــي سلّطتهـــا علـــى قـــول النبــيّ صلّــى الله عليـــه وآلـــه وسلّـــم بشـــراً سُحِـــر تَلِــدُ علـــى بشَـــرٍ لــم يُسحَــــر، لأن البشــــر عـــادة يكذبـــون، فمـــا جوابـــك أنـــتَ تُجــــاه هــــذه الشُّبهـــة، لـــوْ طُرِحَـــت مِـــن مُلحـــد أو كافــــر؟ قـــال: أقــــول: إنّــــه بشــــر لكنّــــه معصـــوم قلــــتُ: إذاً هـــذا هــــو الجــــواب ثـــمّ تابعــــتُ الكــــلام معــــه، البشـــر ينســــوْن؟ قـــال: نعـــم. قلـــتُ: فمــــاذا تُجيــــب إذا ادّعَــــى مـــا يُدريكـــُم أنَّ نبيَّكُـــم أُوحِـــيَ إليــــهِ بأشيــــاء ثــمَّ نَسِيَهــــا، وبـــخاصة أنَّ فـــي القـــرآن والسُّنّــــة مـــا يؤكـــد هـــذا النسيـــان كمثـــل قولـــه تبـــارك وتعالــــى فـــي القــــرآن: {سَنُقْـــرِؤُكَ فَــلَا تَنسَـــى(6)إِلَّا مَــــا شَــــاء اللَّهُ ..(7) ســورة الأعلـــى] إذًا رســـول الله ينْســـى، وتأكــــد هـــذا فـــي حديــــث البخــــاري أنّ النّبــيّ صلّــــى الله عليــــه وآلــــه وسلّـــم دخـــلَ يومــــاً المسجِـــد فَسمِـــعَ قــــراءةَ قــــارئ، فقـــال: ((رحِـــمَ اللهُ فلانـــاً لقــــدْ ذكَّرنِـــي آيــــة كنــــتُ أُنسيتُهـــا)) إذاً الرســــول ينْسَـــــى؟ فمــــا جوابـــك وأنــــتَ لا تستطيــــع أن تُنكــــر أولاً: أنّ الرســول باعتبــــاره بشـــراً يـــمكن أن يكــــذب؟ فأخذنــــا الجـــواب منـــك الآن باعتبـــاره بشــــراً لا يكـــذب، ولكننـــا نعتقـــد أنّـــه بشـــرٌ لا يكــــذب، ولكنّــــه ينْسَــــى؟ مــــا جوابُــــك؟ قــــال: جوابــــي أنّ الله عــــز وجــــل حفظــــه مِـــن أن ينْســـى شيئــــاً أُوحــــي بــــه إليــــه أمــــا أن ينســــى شيئــــاً بلّغــــه إلـــى النـــاس فـــلا ضيْـــر فـــي ذلـــك كمـــا جــــاء فــــي حديــــث البخـــاري: ((رحِـــمَ اللهُ فلانــــاً لقــــدْ ذكَّرنِـــي آيـــة كنـــتُ أُنسيتُهــــا)) ثــمّ النسيــــان يتأكــــد بـــحوادث عديــــدة وقعــــت مـــن النّبـــيّ صلّـــى الله عليــــه وآلـــه وسلّـــم كمثــــل حديـــث الصحيحيـــن عــــن ابـــن مسعــــود ((أنّ النّبـــيّ صلّــى الله عليـــه وسلّـــم صلَّــــى يومـــاً الظّهـــر خـــمسَ ركعــــات، ولــمّا سلّـــم قيــــل: يـــا رســــول الله أزِيــــدَ فـــي الصـــلاة؟ قـــال: لا ، قالــــوا: صلّيــــتَ خــــمساً، فسجــــد سجدتــــي السهــــو وسلّــــم، ثـــمّ قــــال: إنّمــــا أنـــا بشــــرٌ مثلكـــم أنْســــى كمــــا تنْســــون، فـــإذا نسيــــتُ فذكِّرونـي)) إذاً هــــذا النـــص يؤكــــد مـــا جـــاء فـــي القـــرآن والسُّنّـــة أنّ النّبـــيّ صلّــــى الله عليــــه وآلــــه وسلّـــم هـــو مِـــن حيـــث نسيانــــه كالبشــــر مُعـــرض للنسيــــان، وكمـــا هــــو فــــي قصــــة ذي اليديــــن حيــــث صلّــــى الرســــول عليــــه الصــــلاة والســــلام العصــــر ركعتيـــن – وفـــي روايــــة – أنّــــه صلّــــى الظّهـــر – لكــــن الروايــــة الراجحــــة هــــي أنّـــها العصـــــر – صـــــلاها ركعتيــــن، ثـــمّ سلّــــم، وانتهــــى ناحيــــة مـــن المسجــــد ووضــــع اليمنــــى علــــى اليســــرى، أو إحــــدى رجليـــه علــــى الأخــــرى، هكــــذا مستريــــحاً عليــــه الســــلام، وفـــي القـــوم رجـــلٌ يقــــال لـــه ذو اليديـــن يبــــدو أنّـــه كـــان جريئــــاً، قــــال: يــــا رســــول الله أقَصُـــرَتِ الصـــلاة؟ قـــال: لا ، قـــال: بلــــى يــــا رســــول الله صليــــتَ ركعتيـــن، فنظـــر إلـــى قومــــه وفيهــــم كبــــار الصحابـــة أبـــو بكـــر وعمـــر، وقــــال لـــهم: أصـــدَق ذو اليديـــن؟ قالـــوا: نعــــم، فعــــاد إلــــى مقامــــه وأتـــى بالركعتيـــن ثــمّ أيضـــاً سجــــد سجدتــــي السهــــو – وقصّـــة ثالثـــة: صلّـــى المغــــرب ركعتيــــن وسلّــــم فخــــرج سرعـــان فقيـــل لــــه:صليــــت ركعتيــــــن... .......... أبــــو تقــــي الديـــن ناصــــر الديـــن http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=60374
- ബഷീർ പുത്തൂർ
0 Comments
Your comment will be posted after it is approved.
Leave a Reply. |
IslamBooks.inBooks and Articles on Islam, correct and pure. Archives
August 2024
Categories
All
|